72 ساعة من الإثارة والتشويق والحماسة الكاملة عشتها فى ربوع دولة المانيا قبل وبعد تتويج بروسيا دورتموند مع نجمه المصرى محمد زيدان بطلا للدورى الألمانى لكرة القدم «البوندزليجا».
تجربة هى الأولى من نوعها فى حياتى مع الشعب الاكثر حضورا لمباريات كرة القدم فى الملاعب على كل المستويات.. وللحق لم أتوقع كثيرا مما شاهدته بعينى فى تلك الأيام الثلاثة المدهشة.
البداية من مدينة ميونيخ حيث حطت بى طائرة مصر للطيران القادمة من القاهرة ولم يكن فى المطار ولا فى شوارع عاصمة إقليم البافاريا أى علامات على نهاية الدورى الالمانى بعد ساعات أو على فوز دورتموند باللقب.. وهو وضع طبيعى لأن فريق المدينة بايرن ميونيخ حامل اللقب هو الخاسر الأكبر بتراجعه إلى المركز الثالث.. ويتمنى أنصاره لو أنهم تمكنوا من مسح تلك البطولة من تاريخ البوندزليجا.
ولكن كل شىء تغير تماما عندما هبطت طائرة الأجنحة الألمانية فى مطار دورتموند.. وتحولت الدنيا كلها إلى اللونين الأصفر والأسود المميزين للفريق البطل بوروسيا دورتموند.. وللحق كان الأمر متوقعا مع إخفاقى فى الحصول على أى غرفة وبأى ثمن فى كل فنادق مدينة دورتموند خلال الأيام الثلاثة السابقة أو الثلاثة اللاحقة للمباراة الأخيرة أو مباراة التتويج.. ولكن ما لا يمكن توقعه هو تحول صالات المطار إلى مهرجان للتشجيع المهذب من أنصار دورتموند.. والتشجيع المهذب هنا يشمل ارتداء أغلب الأنصار القادمين من مدن أخرى لأزياء وفانلات وكوفيات بروسيا دورتموند بلونيها المعروفين.. وعبر الحافلة العامة التى توجهت بها إلى المدينة لاستقلال القطار إلى مدينة بوخوم المجاورة حيث تمكنت بصعوبة من الحصول على غرفة بأحد الفنادق.. كانت كل العمارات والأعمدة والحافلات مغطاة بعبارة واحدة «أبطال 2011» وكلها مكتوبة بطريقة واحدة وباللون الأسود على أرضية صفراء.
وفى اليوم التالى التقيت محمد زيدان لإجراء حوار طويل معه لقناة زووم سبورت فى مدينة دورتموند، تكريما لاول لاعب مصرى فى التاريخ يفوز بالميدالية الذهبية لبطولة الدورى الألمانى لكرة القدم والتى انطلقت عام 1903.. وهو شرف سعى له الكثيرون من نجوم الكرة المصرية ولكن التوفيق لم يحالفهم وعلى رأسهم هانى رمزى مع فيردر بريمن وكايزرسلاوترن.. واختار زيدان أحد المقاهى الصغيرة فى وسط المدينة ليكون مقرا للحوار وسط أعداد محدودة من رواد المقهى.. وكم كانت الصدفة موجودة عندما أصبح المقهى فى ذلك التوقيت الباكر وسط النهار مكانا لعرس لطيف وصغير، وحرص العروسان وأسرتاهما وكل الأصدقاء على التقاط الصور والحصول على توقيع زيدان.
قمة الإثارة والمتعة كانت فى يوم المباراة بداية من مدينة بوخوم المجاورة ومرورا بمحطة القطار فى دورتموند والطريق إلى الملعب، وما أروع احترام الجميع لقواعد المرور لتفادى الاختناقات وتقليل الزحام «قمة الحضارة والوعى وعقبالنا»، وفى الساحة العملاقة المحيطة بالمباراة وأخيرا داخل ملعب فيستفالين شتاديون العملاق «ويحمل اسم الشركة التأمينية الاولى فى المانيا سيجنال إيدونا التى دفعت عشرين مليون يورو سنويا دعما للنادى لإطلاق اسمها على الملعب».. ولا تذكر أى صحيفة أو أى برنامج أو أى قناة رياضية اسم الملعب إلا باستخدام سيجنال إيدونا حرصا على إعطاء كل ذى حق حقه.
لوحة صفراء عملاقة لأكثر من ثمانين ألف متفرج من أنصار الفريق البطل ملأوا كل مكان فى المدرجات، وكل واحد منهم وبلا استثناء «وأكرر بلا استثناء» يرتدى أى شىء يشير إلى انتمائه إلى بروسيا دورتموند باللونين الأصفر والأسود.. وهو الامر الذى رفع مبيعات محلات البيع لملابس ومقتنيات النادى إلى أرقام قياسية خلال الأيام الثلاثة السابقة للمباراة بالإضافة بالطبع إلى يوم المباراة.. وصدق أو لا تصدق أن الرقم الذى حققه بروسيا دورتموند من مبيعات محلات منتجاته تجاوز حاجز ثلاثة ملايين يورو عبر الأسبوعين الفاصلين بين إعلان تتويجه رسميا باللقب ظهر السبت 2 مايو قبل ثلاث مراحل من نهاية المسابقة وبين السبت 14 مايو موعد مباراته الأخيرة فى ملعبه مع إينتراخت فرانكفورت.
أجواء احتفالية رائعة شارك فيها الجميع بلا تفرقة بين كبار السن والأطفال أو بين الالمان والأجانب من عشاق دورتموند، لوجود جنسيات كثيرة بين لاعبيه الابطال أمثال المصرى محمد زيدان «وحمل شقيقه كريم علم مصر فى المدرج» واليابانى شينجى كاجاوا والتركى نورى شاهين وغيرهم، ليت تلك اللعبة ومشتملاتها تدخل إلى مصر. > >