يبدو أن حسن شحاتة- المدير الفني للمنتخب المصري- لم يكن حظه فقط أن يتحول إلي هدف في مرمي الصحفيين والإعلاميين في مصر، بل إنه في هذه المرة تحول إلي هدف للصحف العالمية، خاصة بعد تحريف تصريحاته عن الالتزام داخل المنتخب المصري من جانب اللاعبين، وفي كل الأحوال فإن أحدا في العالم لم يضع وقته في البحث عما إذا كان حسن شحاتة قد صرح بهذه التصريحات أم لا، وهل كان يقصدها أم لا، وهل أسئ تفسيرها أم لا.. وراحت عشرات المواقع الإلكترونية والصحف العالمية تكتب عناوين مثيرة عن تصريحات شحاتة حول اختيارات اللاعبين (والتدين) وما إلي ذلك من تصريحات..
ورغم أن حسن شحاتة لم يذكر كلمة (إسلام) في تصريحاته التي باتت سيناريو يصنع مسلسلاً مكسيكياً من 180 حلقة فإن بعض المواقع الإلكترونية تفسر كل علي هواه، بل إن خبر الوكالة الفرنسية نفسه كان مغلوطا وهو يقول في أولي فقراته إن حسن شحاتة يرغب فقط في ضم اللاعبين الذين يعتنقون الإسلام.
أحد المواقع الإلكترونية نقل تصريحات الوكالة الفرنسية ووكالة الأنباء الكندية وذهب إلي (أسلمة المنتخب المصري)، فيما كان أكثر العناوين إثارة ذلك العنوان في موقع قال: (الأقباط غير مسموح لهم.. مصر تريد اللاعبين الذين يدينون الإسلام فقط في منتخب الفراعنة).
نعود للموقع الذي (أسلم) المنتخب المصري وقفل أبوابه أمام اللاعبين المصريين الأقباط، حيث اعتبر الموقع أن المسلمين قد يتعنصرون فيما بينهم، والعالم يغمض عينيه.. لكن المصريين لا يريدون الآن إلا لاعبين (مسلمين) في صفوف المنتخب المصري الذي لا يضم أي لاعب (قبطي) في أمم أنجولا 2010.
تقرير الوكالة الفرنسية نفسه الذي كتبه حمزه هنداوي زعم أن حسن شحاتة لا يريد أي لاعب لا يعتنق الإسلام بين صفوف المنتخب المصري حسبما نقل السيد هنداوي عن وسائل الإعلام المصرية..
وقصة باقي التصريحات (الحقيقية فقط) معروفة حيث قال شحاتة إنه يفضل اللاعب الملتزم وإنه طلب من زيدان أن يصلي لينصهر مع باقي زملائه..
وجاء تعليق هنداوي الهندي كالآتي: إن إقحام الدين في الرياضة أصبح جزءًا لا يتجزأ من حركة تدريجية تسير نحو التحفظ الديني في مصر خلال العقود القليلة الماضية بأعداد أكبر من المصلين في المساجد ومعظم النساء يرتدين الحجاب في الشارع فيما التسامح يتناقص تجاه المسلمين العلمانيين أو (الأقلية القبطية)!..
وأضاف هنداوي: (لا يوجد لاعب قبطي في صفوف منتخب مصر لكرة القدم)!!..
وقال التقرير: إنه وعلي مدار سنوات فإن الرياضيين المصريين أبدوا مظاهر التدين أمام الجماهير والكاميرات عبر السجود أو الشكر بعد إحراز الأهداف أو الصلاة قبل المباريات بغية أن يساعد الله الفريق بالفوز. واعتبر تقرير «الفرنسية» أن تصريحات حسن شحاتة أخذت الدين إلي قلب الرياضة ولكن إلي مستوي أعلي بكثير.
ونقل التقرير باللغة الإنجليزية ما تناقلته الصحف المصرية من تصريحات قيل إنها علي لسان حسن شحاتة وتحدثه عن ميدو وعن عمرو زكي وما إلي ذلك، مثل أن شحاتة نفسه يظل يردد كلمات أثناء إدارة المباريات وكأنه يستدر عطف السماء.
وتناقلت معظم وسائل الإعلام العالمية تقرير الفرنسية بعناوين مثيرة وأكثر إثارة وهي علي وزن: (حسن شحاتة لا يريد إلا المسلمين في صفوف المنتخب المصري).. (التدين أهم عند شحاتة لاختيار لاعبي منتخب مصر)..
أما صحيفة الإنديبندنت الأيرلندية فقد جاء عنوانها أكثر إثارة حيث يقول (شحاتة يختار تشكيلة منتخب مصر بأوامر إلهية)..
وفي التفاصيل قالت الصحيفة: إن السياسة في الغالب لا يجب أن تختلط بالرياضة، لكن كرة القدم باتت تقحم الدين في الرياضة وهذا ما فعله المدرب المسلم حسن شحاتة..
أضافت إن شحاتة تسبب في ضجة كبيرة هذا الأسبوع عندما رأي أن اختياراته لاعبي المنتخب تنطوي علي دوافع دينية وليس علي القدرة الكروية وأن التدين هو المعيار الأول بالنسبة له عند اختيار اللاعبين. ونقلت الصحيفة عن شحاتة قوله إنه لن يضم أبدا أي لاعب مهما كانت قدراته دون أن يكون متديناً.. وسوف أسعي جاهدا لجعل الذي يرتدي قميص المنتخب المصري علي صلة قوية بربه..ورغم أن تصريحات شحاتة داخل مصر ليس لها معني، خاصة أن هاني رمزي، وهو مصري قبطي، المدير الفني الحالي للمنتخب الأولمبي المصري، كان كابتن منتخب مصر لسنوات طويلة، فإن تداعيات هذه التصريحات المثيرة التي نقلت عن شحاتة تحتاج خطاب تصحيح خارجياً، فيما لو ترك الحال علي ما هو عليه فإن العناوين الرنانة ستلصق في مخيلة الكثيرين ممن لا يقرأون بالأساس وسيتحول الأمر من جديد لعقدة تواصل مع العالم الخارجي علي غرار ما حصل في أحدث تصفيات كأس العالموموقعة السودان.