الفوز على مالي دفعة نفسية للاعبين والجهاز الفني.. مصر لم تصل حتى الآن إلى مستواها المعروف
الفوز على مالي دفعة نفسية للاعبين
اعتبر خالد بيومي - المحلل الرياضي - مباراة المنتخب المصري أمام نظيره المالي والتي أقيمت أمس الأول في الإمارات وانتهت بفوز مصر بهدف دون رد تجربة ودية مفيدة جدا خاصة أنها تأتي قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس الامم الأفريقية المقرر إقامتها بأنجولا يوم الاحد المقبل، وأكد بيومي في تحليل المباراة الفني لـ(الدستور) أن التشكيل الذي بدأ به حسن شحاتة - المدير الفني للمنتخب الوطني -المباراة هو التشكيل الذي سيبدأ به مباراة نيجيريا في أولي مباريات الفراعنة في البطولة. وكان المنتخب المصري بدأ بتشكيل مكون من عصام الحضري في حراسة المرمي واحمد المحمدي ووائل جمعة ومحمود فتح الله وسيد معوض في خط الدفاع وحسام غالي وحسني عبد ربه في وسط الملعب ومحمد زيدان وعماد متعب في خط الهجوم، وأكد بيومي أن شحاتة استقر علي اللعب في البطولة بطريقة 2/4/4 والتي تتحول أثناء سير المباراة أحيانا إلي 1/2/3/4 أو إلي 4-1-4-1 وهي الطريقة المستحدثة علي المنتخب الوطني، وأكد بيومي أن التجربة بشكل عام مفيدة جدا إلا أن المباراة أظهرت عدداً من السلبيات أبرزها عدم وجود دور أساسي لطرفي الملعب إلا علي استحياء في ظل التغطية الدفاعية السلبية لكليهما سواء في الكرات العرضية أو الاختراق من الأجناب، كما أن هناك سلبية كبيرة في موازنة الدور الدفاعي والهجومي للاعبي وسط الملعب والبطء أحيانا في تسليم وتسلم الكرة، كما أن ثنائي قلب الدفاع فتح الله وجمعة كان يعيبهما البطء الشديد في ظل طريقة 4-4-2 التي لم يلعبها الثنائي معا من قبل بشكل مستمر ولذا فقد غاب الانسجام عن قلب دفاع المنتخب الوطني.
وقال بيومي إن ندرة الفرص الحقيقية للفراعنة كان بسبب غياب اللعب الجماعي الذي اشتهر به المنتخب الوطني، فضلا عن وجود رأس حربة وحيد هو عماد متعب وقلة مشاركة لاعبي الوسط في الهجوم علي الخصم.
إلا أن بيومي اعتبر الفوز مكسباً معنوياً ونفسياً كبيراً قبل انطلاق البطولة بأيام وأنه كان بمثابة عودة الثقة لبعض اللاعبين في انفسهم بعد خروج المنتخب الوطني من تصفيات كأس العالم.
وأشار بيومي في تحليله للمباراة إلي أن البديلين محمود عبد الرازق (شيكابالا) ومحمد ناجي (جدو) ظهرا بشكل جيد نسبيا وأن المنتخب المصري حتي الآن لم يصل الا إلي حوالي 55% من مستواه الفني المعهود عليه في بطولة الأمم الأفريقية عام 2008 أو كأس القارات العام الماضي.
وأكد أن المباراة أفادت الجهاز الفني بشكل كبير خاصة انه وقف علي مستويات عدد من اللاعبين وعلم من يصلح فيهم للعب بالبطولة ومن لا يصلح الا أن يكون علي مقاعد البدلاء.
وقال بيومي إن السبب الرئيسي من وجهة نظره في وجود هاني سعيد مع المنتخب الوطني هو أن شحاتة سيدفع باللاعب في الشوط الثاني في مباراة نيجيريا كليبرو لتتحول طريقة اللعب من 3-2-5 إلي 2-4-4 لتشكيل تكتل دفاعي علي خط الهجوم النيجيري في حالة رغبة المنتخب الوطني في الحفاظ علي نظافة شباكه أمام منتخب النسور.
وتحدث بيومي عن السلبية الأخطر علي المنتخب خلال البطولة والتي سيعاني منها شحاتة بشكل كبير وهي عدم توافر البديل المناسب والكفء للاعبين الأساسيين عكس باقي المنتخبات المشاركة في البطولة والتي تملك عدداً من البدلاء لا يقل بأي شكل من الأشكال في النواحي الفنية عن اللاعبين الأساسيين، وأضاف أن توافر البديل الكفء في بطولتي أمم أفريقيا عامي 2006 و2008 كان من أهم أسباب فوز المنتخب الوطني بآخر نسختين من البطولة الأفريقية وهو ما سيعاني منه في ظل عدم وجود البديل الجيد.
وبشكل عام يري بيومي أن فرص المنتخبات الأفريقية الكبري متساوية في الفوز بالبطولة وأن كرة القدم لا تعرف أبدا المستحيل وأن الأداء في الملعب هو الحاكم الوحيد علي ترجيح كفة منتخب علي منتخب آخر.