05 | بسام أبو بكر رياضة
حسام البدري
لا يختلف كثيرون علي أن حسام البدري ـ المدير الفني للفريق الأول بالأهلي ـ من أفضل المدربين لعام 2009، بعد أن أثبت بما لا يدع مجالاً للشك قدرته علي قيادة سفينة القلعة الحمراء، بعد أن كان الرجل الثاني وكاتم أسرار الخواجة البرتغالي مانويل جوزيه ـ المدير الفني السابق للفريق ـ فقد أنهي البدري مسألة الاعتماد علي الخواجة لقيادة الأهلي بعد نجاح تجربته منذ توليه المسئولية، بالرغم من اختلاف الظروف كاملة في الوقت الذي تولي فيه المهمة خلف مانويل جوزيه، الذي كان يعتمد علي النجوم فقط لا غير وشراء لاعبين سوبر للمشاركة مع الفريق لتحقيق البطولات والإنجازات فقط من أجل رفع اسمه عالياً وهو ما تحقق بالفعل أثناء قيادته للفريق، إلا أن الوضع مختلف تماماً مع حسام البدري، والذي تعتبر «الصدفة» هي التي جعلته مديراً فنياً للأهلي بعد أن اعتذر البرتغالي «نيلو فينجادا» عن عدم قدرته علي تكملة العقد المبرم بين الطرفين ومن ثم أصبح البدري مديراً فنياً.وبالفعل تولي حسام البدري المسئولية وعمل معسكر إعداد خاصا للفريق في ألمانيا، وبالأخص في مدينة «جلنزنكرش» وخاض أكثر من مباراة ودية أمام بعض الفرق الألمانية وتعرض لخسارة كبيرة مما جعل الجمهور الأحمر يقلق في بداية الموسم ولكن سرعان ما عاد «العنيد» حسام البدري ونجح في تهيئة اللاعبين نفسياً وبدنياً لبداية الموسم الجديد.
فقد تعرض البدري لظروف لم تحدث من قبل مع الفريق الأول في ظل الغيابات الكثيرة والمؤثرة بجانب الإيقافات مثل «الزئبقي» محمد بركات والساحر محمد أبوتريكة وعماد متعب وأحمد السيد والمعتز بالله إينو، بالإضافة إلي حالة الإجهاد التي يعيشها اللاعبون لكثرة المباريات في زمن قصير، ولكن استطاع حسام البدري التغلب علي جميع هذه الظروف وقام بتصعيد عدد كبير من اللاعبين الشباب أمثال «الداهية» أحمد شكري وشهاب الدين أحمد وسعد الدين سمير وعفروتو ومحمد طلعت، بجانب إعطائه الفرصة لعبدالله فاروق ومصطفي شبيطة، وكان هؤلاء اللاعبون علي قدر المسئولية، التي ألقاها عليهم البدري، وأثبتوا أن كرة القدم لا تعطي إلا للذي يبذل مجهوداً داخل المستطيل الأخضر، واستطاع حسام البدري إنهاء الدور الأول من بطولة الدوري العام، دون أي هزيمة وهو ما لم يحققه البرتغالي مانويل جوزيه أثناء قيادته للفريق، بالرغم من وجود العناصر المؤثرة معه.فقد واجه حسام البدري صعوبات كثيرة حتي انتهاء الدور الأول، لكن شخصيته القوية داخل الملعب وخارجه كانت لها مفعول السحر داخل جدران القلعة الحمراء فلم يفرق البدري بين لاعب وآخر داخل التدريب فكان يعتمد علي اللاعب الجاهز فنياً وبدنياً دون النظر إلي أسماء اللاعبين. كل هذه الأسباب تجعل حسام البدري من أفضل المديرين الفنيين علي الساحة خلال 2009 لما واجهه من صعوبات في سنة أولي مديراً فنياً في المواجهات الصعبة أمام الدراويش والغريم التقليدي الزمالك، وبالرغم من عدم تحقيقه الفوز في المباراتين فإنه لم يفشل في قيادته للفريق في وجود اللاعبين الموجودين معه في الفريق ومعاناته من النقص العددي الذي طارده لمدة طويلة.
في الوقت نفسه، استطاع البدري إنهاء الدور الأول وهو في مقدمة جدول الدوري ويجهز للدور الثاني فريقاً جيداً أيضاً بعد عودة اللاعبين المؤثرين لصفوف الفريق من أجل الحفاظ علي البطولة المفضلة لدي جماهير القلعة الحمراء.ويمتاز حسام البدري بفكره الجيد، حيث قام بتغيير خريطة لعب المارد الأحمر الذي تعود عليها أثناء تولي جوزيه المسئولية وقام بالاعتماد علي طريقة اللعب الأوروبية 4/4/2 والتي أجادها اللاعبون بعد فترة أثناء معسكر الإعداد ومن ثم أصبح من أفضل الفرق في الدوري العام التي تلعب بهذه الطريقة.ويمتلك حسام البدري المقدرة علي تغيير طريقة اللعب أثناء سير المباراة وهو ما حدث في بعض المباريات الأخيرة للفريق. أعود مرة أخري لأؤكد أن حسام البدري من أفضل الشخصيات الفنية لعام 2009 وهو قادر علي قيادة السفينة علي النهج نفسة