افتتح عدد من رؤساء تحرير الصحف الاقتصادية والعامة المصرية، بدعوة من رئيس
البورصة، جلسة تداولات اليوم، الاثنين، فى بادرة جديدة تُعزز الدور الحيوى
الذى تلعبه وسائل الإعلام فى دعم الاقتصاد المصرى، فى أعقاب ثورة الخامس
والعشرين من يناير.
وأكد محمد عبد السلام، رئيس مجلس إدارة البورصة، مدى دقة المرحلة التى تمر
البلاد، وضرورة أن يتحلى كل من يعمل فى مهنة الصحافة بالحس الذى يمكنه من
تحقيق الدور المنوط بالصحافة، كسلطة رابعة تراقب وتعدّل وتحارب الفساد وتشد
من أزر كل من يعمل لصالح مستقبل أفضل لمصر.
كما وصف عبد السلام المرحلة الحالية التى تشهدها بمصر بالمرحلة التاريخية،
نظراً لما تشهده البلاد من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، بما يشكل
مُستقبلاً جديداً للبلاد، يتمتع بأطر أوسع لحرية الرأى والكتابة، وهو ما
يُحمّل كافة العاملين بالإعلام والصحافة مسئولية تشكيل وعى أمة تسعى لأن
يكون لها مكانة أكبر فى التاريخ.
وأشاد رئيس البورصة بالخط الإيجابى الذى تبنته معظم الصحف المصرية فى
تغطياتها الاقتصادية لواقع البلاد فى أعقاب الثورة، مشدداً على أن العالم
بأسره يترقب الآن ما يحدث فى مصر أكثر من أى وقت مضى، لاسيما أن مستقبلا
جديدا للبلاد مازال لم يتكشف بعد، وهو ما يعزز من دور السلطة الرابعة فى
مراقبة ومحاسبة وكشف كل الحقائق للرأى العام. ومن جانب آخر انتقد عبد
السلام المبالغة فى تضخيم السلبيات وعدم عرض آراء كافة الأطراف ذات الصلة.
وشدد عبد السلام على أن البورصة المصرية، كمؤسسة مالية تنفيذية، تحرص وتسعى
بشكل مستمر على تحقيق كافة معايير الشفافية فى تعاملاتها، وهى فى ذلك
تستند وتستمد قوتها من صحافة وطنية ذات شخصية مستقلة، اكتسبتها عبر سنوات
طويلة، مثلت فيها الصحافة المصرية واحدة من أقدم أشكال الصحافة فى الشرق
الأوسط، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن الأطر والمعايير القانونية قد لا تسمح
فى وقت من الأوقات للبورصة كمؤسسة تنفيذية بالإعلان عن أحداث مستقبلية، إلا
أن ذلك دوما ما يكون بهدف تحقيق المساواة لدى كافة المتعاملين فى السوق،
فى حقهم فى الوصول إلى المعلومة فى توقيت عادل.
من جانبه، أكد محمد فريد، نائب رئيس البورصة المصرية، أن إدارة البورصة
تحرص على تنظيم دورات تدريبية للصحفيين ومحررى الاقتصاد العاملين فى شتى
وسائل الإعلام، بما يسهم فى إثراء معلوماتهم المالية سواء حول الأدوات
المالية المفعلة فى السوق أو الآليات الجديدة التى تسعى البورصة لتفعيلها
فى المستقبل القريب، ومنها أدوات الدين الثابت كمثال، وشدد فريد على أن
البورصة ستظل مستمرة فى إتاحة الفرص التدريبية للصحفيين، فالصحفى الاقتصادى
المُدرب بشكل جيد يسهم فى تعزيز نشر الثقافة المالية بين مختلف فئات
المجتمع.
وتحدث عمرو خفاجى، رئيس تحرير جريدة "الشروق"، عن مستقبل واعد للصحافة
المصرية، خاصة مع اقتراب الحكومة من إقرار قانون حرية تداول وتوفير
المعلومات، مشيراً إلى أنه يجب على كل مسئول فى وسائل الإعلام عامة والصحف
خاصة، الحرص على وجود وجهة نظر كل الأطراف، ومتابعة والتحقق من الأخبار
التى تمس قطاعا مهما مثل البورصة.
وأكد خفاجى ضرورة أن يكون الصحفى الذى يتابع هذا القطاع متخصصاً ولديه من
المعلومات الخاصة به ما يمكنه من الفهم الصحيح للخبر والسوق ومدى تأثير هذه
الأخبار سواء بالإيجاب أو السلب على الاقتصاد المصرى.
من جانبه، أكد ماجد على، رئيس تحرير جريدة "الأموال" الاقتصادية، ضرورة
التزام كافة المؤسسات العاملة فى مجال سوق المال بدعم التدفق الحر
للمعلومات، بما يسهم فى تطوير تناول الصحافة للموضوعات المرتبطة بالبورصة.
وتحدث أنور الهوارى، رئيس تحرير "الأهرام الاقتصادى"، عن ضرورة التزام
المؤسسات الصحفية بتوفير التدريب لمحرريها العاملين فى مجال الاقتصاد، بما
يسهم فى توفير معلومة اقتصادية متكاملة غير منقوصة.
وعقب عبد السلام على ذلك بأن رؤساء أقسام الاقتصاد فى الصحف المصرية ورؤساء
تحرير الصحف الاقتصادية فى مصر حصلوا خلال السنوات الماضية على قدر عال من
الكفاءة والتدريب، كما عبّر عن أمله فى أن تتعاون كافة الأطراف ذات الصلة،
سواء من المؤسسات الصحفية ونقابة الصحفيين وكذا المؤسسات المالية فى توفير
التدريب لمحررى الاقتصاد المبتدئين، حتى يتوافر لديهم الإلمام الكامل
بالأطر القانونية والتنظيمية لسوق المال.