أكد الدكتور أكمل رمضان، أستاذ القانون والتشريعات السياحية بجامعة المنيا
والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس القادم لمصر ليس أفضل ولا
أكفأ من فى مصر، بل هو ربان سفينة يبرع فى قيادتها للوصول إلى بر الأمان،
شريطه ألا يلقى بأحد من ركابها فى البحر، وعليه أن يكون توافقيا لا ينتمى
لحزب أو كتلة بعينها، إنما من مصر ولمصر، ويستوعب كل أطياف المجتمع،
ويستطيع أن يخلق روح التحدى فى نفوس المصريين، ويعلم أنه "موظف" لفترة
سيذكره التاريخ أو تلعنه كل الأجيال.
وقال الدكتور أكمل فى الندوة التى عقدها بقصر ثقافة كوم أمبو بمدينة كوم
أمبو بمحافظة أسوان على هامش جولاته فى صعيد مصر والتى بدأت من أسوان، إن
برنامجه يعتمد على روح التحدى التى يتخذها شعارا له فى الترشح للرئاسة التى
من دونها لن تصل مصر شىء، وأن هدفه الوصول لقلوب المصريين.
وأشار إلى أن أهم الأولويات عودة الأمن والأمان للشعب المصرى، موضحا أن له
إستراتيجية تهدف للوصول إلى أعلى جهاز أمنى فعال يتخلص من الفلسفة الأمنية
العقيمة التى سيطرت فى العصور السابقة ويعتمد على إعادة صورة رجل الشرطة
بهيبته والذى يرغبه المواطن ويتعاون معه.
وأكد أن الدستور ليس عبارات تصاغ وإنما روح مصر هى التى يجب أن تظهر فيه،
مضيفا: "أهم ما يجب أن يؤكد عليه هو التأكيد على اللامركزية العصرية فى
إدارة شئون مصر"، لافتا إلى أن إعداد دستور جديد لمصر يحدد سلطات الأقاليم
وعلاقتها بالعاصمة أمر يحتاج إلى جهد كبير من خبراء القانون وسوف يحتاج
لكثير من المناقشة والتعديل.
وقال إنه يرى أن نجاح رئيس مصر القادم يتمثل فى إقناع الشعب بمصداقيته،
وأنه لا أمل إن لم نتحول إلى شعب فاعل منتج يلعب دور البطولة ويريد وينفذ
ما يريد.
وأضاف أنه لابد من عودة دور الأزهر الشريف عربيا وإقليميا، لأنه عودة لدور
مصر الرائد فى المنطقة، موضحا أن له رؤية لإحياء قطاع الصناعة وهى العودة
لقلاع الصناعة المصرية الأصيلة بما تبقى من مصانع حكومية فى السلع
الإستراتيجية بمشاركة القطاع الخاص فى ضوء قوانين منع الاحتكار وضبط
الأسعار وإعادة التوازن للسوق المحلية.
وبالنسبة للتعليم أشار إلى أنه يسير فى الطريق الخطأ منذ سنوات طويلة لأنه
يتبنى سياسة الكم وليس الكيف، بالإضافة إلى تحويل بعض الجامعات إلى نوعية
منتجة متخصصة تحقق عوائد ربحية ودعم التعليم وإعادة تأهيل المدرس
الابتدائى، لأنه الأساس الذى يبنى عليه المسيرة التعليمية الذى يفرز
المواهب والعلماء وذلك لخلق ألف زويل.
وأشار الدكتور أكمل رمضان إلى أن رؤيته لسيناء من منظور جديد والعمل على
بناء مدينة تستوعب مليون شخص خلال 4 سنوات، وضرورة العمل على جذب استثمارات
عالمية لاستغلال كنوز سيناء وتكون بمثابة الأمن القومى لبوابة مصر
الشرقية.
وعن دعائمه للوصول إلى كرسى الرئاسة يقول أنه يعتمد على المواطن المصرى
البسيط فى القرى والكفور والنجوع ووصف نفسه القادم من الخلف الذى ينافس
بقوة وانه يجوب مصر بدءا من النوبة وحتى الإسكندرية لعرض برنامجه. متهما
الإعلام المصرى بأنه لا يدعم من لديه رؤية صادقه ويكتفى بملاحقه مرشحين لم
ولن يقدموا شيئا لمصر، ويكتفون بتقديم أفكار تقليديه متشابه ويعتبرون سب
الرئيس السابق ركيزة برنامجهم وهو ما سيعيد مصر للوراء.
واختتم كلامه قائلا، إن مشاكلنا تنبع فى المقام الأول من الداخل وإن لعب
دور خارجى دون داخل قوى هو أمر وهمى، وبالتالى فإن تأكيد الهوية المصرية هو
مفتاح العلاج الأمثل، لافتا إلى أن ذلك يدعوه للتأكيد على أهميه وجود ربان
للسفينة يؤمن بذلك. ويؤمن أيضا أن قيم الليبرالية والديمقراطية والحرياتِ
العامة وحقوق الإنسان بصفتها أجل وأعظم وأرقى ما أنجزته مسيرة الإنسان على
الأرض لا تتعارض مع الفكر الإسلامى المستنير ومع الفهم النقى لمبادئ
الشريعة الغراء، وهو ما لا يدركه كثير من الليبراليين والإسلاميين على
السواء.