رغم أن عبارات المعارك الحربية والحياة والموت لا تتفق مع المنافسة الشريفة في مباريات كرة القدم، إلا أن لكل قاعدة شواذ ومباراة مصر والجزائر غداً في نصف النهائي بطولة الأمم الأفريقية السابعة والعشرين بأنجولا بالتأكيد ليست مباراة عادية، لأن الفائز يتأهل للمباراة النهائية، حيث يبحث الفراعنة عن الفوز باللقب السابع في تاريخهم والثالث علي التوالي في حين يبحث محاربو الصحراء عن استعادة اللقب الغائب منذ عام 1990، إضافة إلي أن المنتخب الوطني يسعي لرد اعتباره للهزيمة أمام الجزائر في المباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم 2010 وتأكيد أنه كان الأحق بالتأهل للمونديال في حين يحاول المنتخب الجزائري تأكيد تفوقه وأنه لم يحصل علي تأشيرة التأهل للمونديال عن طريق الصدفة أو بضربة حظ.
لن نتحدث عن الأحداث التي صاحبت المباراة الفاصلة في تصفيات المونديال بالسودان، لكننا نتحدث عن منتخبين عريقين المنافسة بينهما لها طابع خاص حتي لو كانت في مباراة ودية نتحدث عن فريقين من الشمال الأفريقي يمتازان بالمهارات العالية والأداء الجماعي والوعي التكتيكي وعدم الاعتماد علي الأسماء الرنانة التي لم تقدم شيئاً لمنتخبات بلادها في البطولة وفي مقدمتها الإيفواري ديدية دروجبا والكاميروني صمويل إيتو.. نتحدث عن مدربين وطنيين هما حسن شحاتة ورابح سعدان فالمعلم شحاتة كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ البطولات الأفريقية ومعه قدم المنتخب الوطني كرة قدم راقية طوال خمسة أعوام أما سعدان فقد انتشل محاربي الصحراء من الفشل وتحول الفريق الذي لم يتأهل لنهائيات الأمم الأفريقية عامي 2006 و2008 إلي فريق بطل تأهل لنهائيات كأس العالم 2010 ووصل لنصف نهائي بطولة الأمم الأفريقية.
عندما نتحدث عن مباراة مصر والجزائر فإننا نتحدث عن فريقين ولا أروع الفائز منهما سيكون المرشح الأول للفوز بالبطولة، ورغم أن المنتخب الوطني يسير بخطي ثابتة وفاز في كل مبارياته في الدور الأول وقهر أسود الكاميرون في دور الثمانية، فإن الفريق الجزائري رغم بدايته المتواضعة وهزيمته بالثلاثة أمام مالاوي وفوزه الصعب علي مالي بهدف رفيق حليش وتعادله مع أنجولا الذي أثار الشكوك، إلا أنه انتفض في مباراة دور الثمانية أمام أفيال كوت ديفوار، وعندما ينجح فريق في تحويل تأخره من 1/صفر ثم 2/1 إلي فوز 3/2 لا شك أنه فريق كبير.
الأهم في مواجهة الغد أن يستغل حسن شحاتة نقطة ضعف واضحة في المنتخب الجزائري وهي افتقاد لاعبيه للتركيز في الربع ساعة الأولي.. حدث ذلك في المباراة التي أقيمت بالقاهرة في تصفيات كأس العالم وحدث ذلك في المباراة الفاصلة بالسودان، وتكرر الآن في كل المباريات التي لعبها الفريق في بطولة الأمم الأفريقية، وآخرها مباراة كوت ديفوار التي شهدت هدفاً مبكراً للأفيال سجله سولومون كالو في الدقيقة الرابعة، ولكي يستفيد المنتخب الوطني من هذا العيب، لابد أن ينتزع زمام المباراة الهجومية منذ انطلاق صافرة البداية لإحراز هدف مبكر لكنه لن يكون كافياً للفوز لأن الفريق الجزائري يعرف كيف يعود للمباريات في الوقت المناسب لكن التقدم بهدف سيرفع المعنويات ويزيد الثقة ويرسم سيناريو جديداً للمباراة.