اختلف مع المعلم حسن شحاتة كيفما شئت لكن الذي لا خلاف عليه هو أن الالتزام ليس تهمة حتي يتبرأ منها المعلم، فهو رجل جاد لا يعرف «اللف والدوران» ولا يجيد الحلول الوسط لذلك مهما اختلفنا معه فلن نختلف علي إخلاصه ومهما رأينا أن استبعاده أحمد حسام «ميدو» ومحمد حمص وشريف عبد الفضيل كان خطأ، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نشكك في نوايا الرجل الذي وضح بعد مباراة موزمبيق أنه سر الفوز لأنه واجه فريقين فريق منافس بلغة كرة القدم «رخم» وفريق من لاعبيه الذين كان أغلبهم خارج «الفورمة» لكنه استطاع أن يدير المباراة بكفاءة من يعرف أن الالتزام يصنع النصر، وحتي إن كان التوفيق غائبًا عن اللاعبين لبعض الوقت فإنه يمكن استدعاؤه عن طريق المنافسين بمزيد من الإصرار والالتزام.
لا أعتقد أن الادعاء بأن حسن شحاتة لا يستدعي سوي اللاعب المتدين تهمة يجب الدفاع عنه فيها ولا أري أن وسائل الإعلام العالمية التي اهتمت بالخبر- باعتباره جريمة- تعرف شعب مصر الذي يسعده هذا الخبر، فهو شعب يؤمن بأن الفوز بالبطولات يآتي بالدعاء وأن سر شعبية محمد أبوتريكة كلاعب فذ يكمن في شعور الناس بأنه قريب من ربنا أو مثلما نردد في كل مناسبة «ربنا معاه» وبالتالي فما يقال عن أن حسن شحاتة لا يستدعي إلا اللاعب الملتزم والمتدين ليست جريمة كي يخرج المعلم في كل وسائل الإعلام يتبرأ منها ويدافع عن نفسه ويحاول أن يفسر ما قال ويؤكد أن تصريحاته تم تفسيرها بشكل خاطئ من جانب الصحف الإيطالية، خاصة أنه لايسعي لتدريب المنتخب الإيطالي في كأس العالم ولا يدرس في هذه الفترة عروض ميلان و يوفينتوس وإنترميلان، وبالتالي فهو لا يخشي أن تضيع عليه فرصة عالمية بسبب تصريحاته.
لكن إذا عدنا إلي هذه التصريحات التي تقول إنه يستدعي اللاعبين للمنتخب بناءً علي مدي انتظامهم في الصلاة وقراءة القرآن ووضعناها أمامنا سنجد أنها لا تمت للحقيقة بصلة لأنه استبعد أكثر اثنين التزاما بالصلاة وقراءة القرآن وهما: اللاعب محمد شعبان- لاعب بتروجت- وهو إمام وخطيب المنتخب عندما يكون ضمن القائمة الموجودة في البطولة لأنه يحفظ نصف القرآن الكريم، ويأتي بعده مباشرة محمد حمص- لاعب الإسماعيلي- و أكثر اللاعبين التزاما لدرجة تجعله قبل أبوتريكة دائما في المسجد لإمامة اللاعبين في الصلاة أثناء المعسكرات وذلك لأنه يحفظ ما يقرب من نصف القرآن أيضا، وهذا شيءيضيف إلي شعبية اللاعبين ولا يأخذ منها بل إن الناس تتعاطف معهما باعتبارهما «قريبين من ربنا» لكن رغم كل ذلك استبعدهما المعلم دون أن يضع هذه المعايير في اعتباراته بل إن غياب حمص تحديدا تسبب له في أزمة مع النقاد والمحللين والرأي العام في مصر الذي كان يري وجوده ضرورة في هذا التوقيت وبالتالي لم يبق أمام المعلم حسن سوي أحمد حسن الذي يكون إمام المنتخب في حالة غياب اللاعبين شعبان وحمص، هذا بجانب أن حسن شحاتة ضم محمد زيدان اللاعب الذي نادرا ما يصلي.
عموما ليس غريبا أن تأتي الإثارة من الصحف الإيطالية التي تصيدت للرجل كلماته رغم أن من حقه أن يضم من يشاء دون الرجوع لأحد ودون إبداء أسباب للصحف الإيطالية التي من الواضح أنها مازالت تبحث عن أسباب هزيمة المنتخب الإيطالي من المنتخب المصري برأس حمص وفكر المعلم شحاتة في كأس القارات العام الماضي حتي لا تتكرر الإخفاقات في كأس العالم القادم.