كالعادة ومثلما يحدث في كل بطولة عالمية أو أفريقية تقام في كرة القدم يبدأ المصريون التفكير في اللحظات الأخيرة انتظارا لهدية من السماء تجعلهم يشاهدون المباريات أو اتفاق في اللحظات الأخيرة بين مسئولي التليفزيون المصري ومسئولي القنوات صاحبة الحقوق، وكالعادة أيضا تفشل المفاوضات، فيبدأ المصريون رحلة البحث عن الكروت والمعاناة المتكررة لمشاهدة المباريات وشراء الكروت من السوق السوداء، ويبقي السؤال: من المتسبب فيما حدث هل هو التليفزيون المصري ومسئولوه الذين تقاعسوا عن شراء حقوق بث البطولة أم قناة الجزيرة بموقفها المتعنت أم شبكة راديو وتليفزيون العرب التي باعت المواطنين المصريين المشتركين في الشبكة مع القنوات الرياضية دون شروط؟.
الحقيقة أن المسئول الأول عن الأزمة هو مسئولو التليفزيون المصري الذين ظلوا حتي قبل انطلاق البطولة بساعات يتفاوضون من أجل شراء الحقوق رغم أن البطولة كانت أمامهم منذ أشهر، وكان يمكنهم الحصول علي حقوق بثها من «ART» قبل بيعها مثلما اشتروا حقوق مباريات كأس العالم ولكنهم أعلنوا فشل المفاوضات مساء الجمعة، مما جعل المواطنين المصريين يسارعون يوم السبت لشراء الكروت، وهو ما يعني أن وزير الإعلام فشل في إدارة الأزمة منذ البداية وترك المفاوضات لأسامة الشيخ، وعندما فشلت المفاوضات عاد ليتدخل بعد فوات الأوان، أما شبكة راديو وتليفزيون العرب تART فقد فشلت في الحفاظ علي حقوق مشتركيها عندما باعت الحقوق للجزيرة، وكذلك فشلت حتي في أن تحافظ علي حقوق المشتركين في عدم شراء كروت جديدة وتلك هي الأزمة الأكبر لأن كل مشتركي ART أصبح لزاما عليهم شراء كارت جديد لمشاهدة قنوات الجزيرة وهو ما يعني أن ART فشلت في كل شيء وفي الحفاظ علي حقوق المشتركين.
أما فيما يتعلق بشبكة «الجزيرة» فقد تعاملت مع الأزمة بغطرسة، وكان يمكنها وضع حلول لو قررت إذاعة أولي مباريات البطولة علي القنوات من 1 إلي 8، لكنها قررت التعامل بعنجهية دون أن تنظر لحقوق المواطنين العرب، ودون أن تعلم أن الكروت الموجودة في مصر لا تكفي حتي مائة ألف مشاهد.