وصف الدكتور يوسف القرضاوى تصريحاته الأخيرة
التى أعلن فيها تأييده لترشيح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى الانتخابات
الرئاسية المقبلة على حساب الدكتور محمد سليم العوا، بأنها كلام يغلب عليه
الهزل أكثر من الجد، ولا يلتزم فيه بموقف عملى أو أخلاقى أو سياسى.
وطالب القرضاوى كلا من أبو الفتوح والعوا وحازم صلاح أبو إسماعيل بأن
ينظموا مواقفهم بصفتهم مرشحين إسلاميين، مشيرا إلى أن المرجع هو الشعب الذى
ينتخب ويعطى صوته وليس يوسف القرضاوى ولا غيره.
وروى القرضاوى، فى بيان صادر عنه قصة تصريحاته الأخيرة، حيث أكد أنه منذ
أكثر من شهر ونصف لم يباشر أى نشاط إعلامى أو فكرى بسبب إصابته بوعكة صحية
عزلته عن العالم كله.
وقال القرضاوى: لم أعد أرتقى المنبر، ولا أتصل بصحيفة ولا قناة، لا لأقول
قولا، ولا أكتب سطرا، وقد نبه على الأطباء الذين أشرفوا على علاجى، أن أترك
السياسة ومتاعبها وآلامها، وأن أحيا بعيدا عنها ما استطعت، حتى تعود إلى
عافيتى، مشيرا إلى أنه لم يعلم ببعض الأحداث إلا بعد وقوعها بمدة مثل وفاة
الشيخ فيصل المولوى.
وأوضح القرضاوى، أنه أصر خلال الأيام الأخيرة على أن يدخل مكتبه ويلتقى
ببعض الزوار دون أن يشارك معهم بنشاط ذهنى وعلمى، وأضاف: وفى بعض الأيام
حضر بعض الصحفيين، وسمع كلاما طائرا منى حول هذا الموضوع، لم أخصه به، ولم
ألقه إليه كأنه شىء ينشر، إنما هو كلام يقال تعليقا على بعض الأحداث، غير
ممحص، ولا مبين، ويغلب عليه الهزل أكثر من الجد، ويدخل فيه القديم والجديد،
وينكت فيه من ينكت، مشيرا إلى أنه فوجئ بأن الصحفى جعل من هذا الكلام
رصيدا ينشر باعتباره سجالا فى موضوع سياسى من القرضاوى دون أن يأذن له
بذلك.
وأوضح القرضاوى، أن الزيارة التى أجراها له أبو الفتوح فى قطر كان يقصد بها
مجرد الزيارة أو العيادة، ولم يكن العوا قد ترشح وقتها، وهو الأمر الذى
دفعه - أى القرضاوى - إلى تأييد أبو الفتوح.
وأضاف القرضاوى: حين ترشح الدكتور العوا بعد ذلك، قلنا: لابد من أن ينظما
موقفيهما بصفتهما مرشحين إسلاميين، ومعهما ثالث هو الدكتور حازم ابن
الدكتور صلاح أبو إسماعيل، مؤكدا أنه لم يقدر له أن يرى العوا، منذ تركه
بعد خطبة الجمعة فى مصر، مشيرا إلى أن العوا نقل إليه سرور أعضاء المجلس
العسكرى من الخطبة.
وأشار القرضاوى إلى أن العوا اتصل بأولاده أثناء وجوده فى المستشفى لكن لم
يستطع مكالمته، كما أوضح أنه عندما عاد إلى القاهرة اتصل بالعوا، وأضاف:
لقد وعدنى أن يتصل بى يوم الثلاثاء أو الأربعاء فى البيت، ونجلس معا ليشكو
لى همومه ومطالبه ومشكلاته. ولكن يبدو أن مشكلاته غالبته، فلم يستطع
الحضور، ولا الاعتذار، وكله مبرر عندى، لتشابك الأمور وتزاحمها.
ووصف القرضاوى العوا بأنه رجل عزيز عليه، وحبيب إليه، مشيرا إلى أنهما
اختلفا فى الأيام الماضية فى قضية انتهت، وهى قضية العلاقة بالشيعة واعتبر
انها ليست بالقضية الفاصلة.
ووصف القرضاوى أبو الفتوح، بالأخ الكريم الحبيب وقال: لكل منهما مكانه،
ولكل واحد منهما مزايا وتراجيح يعز بها ويغلب، وأكد أن دعاءه إلى الله، أن
يختار لشعب مصر الأنفع منهما، أو منهم، والأصلح لهذه المرحلة، والأخصب فى
إنتاجها، والأبعد عن إثارة المشكلات.