تعقد
مجموعة الاتصال حول ليبيا، اليوم، اجتماعها الرابع في اسطنبول لبحث حل
سياسي للنزاع الليبي وتنسيق المساعدة الدولية للثوار، على وقع احتدام
المعارك بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للرئيس معمر القذافي في
الغرب الليبي، بعدما واصل المعارضون لحكمه تقدمهم باتجاه طرابلس، وسط
تحذيرات من أن الرئيس الليبي قد يلجأ إلى خطة «انتحارية» للدفاع عن معقله
الأخير.
ويتوقع
أن يشارك في اجتماع اسطنبول وزراء خارجية نحو 15 بلداً، من بينهم وزراء
خارجية الأميركية هيلاري كلينتون والفرنسي آلان جوبيه والإيطالي فرانكو
فراتيني والبريطاني وليام هيغ. ودعيت الصين وروسيا أيضا إلى اسطنبول
بصفتهما عضوين دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي، لكنهما رفضتا الدعوة.
ويأتي
اجتماع اسطنبول بينما شن الثوار الليبيون هجوما في غربي البلاد، وصدرت
إشارات للمرة الأولى من طرابلس تتعلق باحتمال إبعاد القذافي.
وقال
دبلوماسي تركي «إنني على يقين بأن الموضوع سيطرح. سنستمع أولا إلى (موفد
الأمم المتحدة إلى ليبيا) عبد الإله الخطيب لأنه يقوم بزيارات مكوكية بين
بنغازي وطرابلس، وسنرى إلى ماذا توصل وماذا علم»، مشيراً إلى أنه ستبحث
لاحقا مختلف مشاريع «خريطة الطريق» التي اقترحتها تركيا والاتحاد الإفريقي
للخروج من الأزمة.
وأشار
الدبلوماسي التركي إلى أن «خريطة الطريق التركية تتضمن وقفا لإطلاق نار
فوري مع انسحاب قوات القذافي من بعض الأماكن، ثم وسائل رحيل القذافي، وفي
وقت لاحق البدء بعملية انتقالية سياسية في ليبيا».
وسيكون
موضوع تنسيق المساعدة الدولية للثوار الليبيين في صلب المباحثات أيضا،
التي سيشارك فيها الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل.
وقال المصدر التركي «سنعمل على تقييم الآليات التي وضعت أثناء الاجتماعات
السابقة لنرى كيف يمكننا تسهيل تدفق المساعدة المالية والعينية عبر المجلس
الوطني الانتقالي وبحث الوضع الإنساني في ليبيا وعلى حدودها»، لكنه لفت إلى
أن مطالب الثوار بتسليمهم الأرصدة العائدة لعناصر من نظام طرابلس والتي
جمدت بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي، غير واقعية كثيرا.
ميدانياً،
عزز الثوار الليبيون مواقعهم قرب مدينة السبعة الإستراتيجية على بعد 80
كيلومتراً جنوبي طرابلس والتي انكفأت إليها قوات القذافي، أمس الأول، بعد
معارك عنيفة. وعاد القسم الأكبر من قوات الثوار إلى بلدة القواليش على بعد
17 كيلومتراً جنوبي السبعة.
وقال
مسؤولون في المعارضة الليبية إن مسلحيهم يحشدون قواتهم ويستعدون للتقدم
شرقا تجاه بلدة غريان التي تتحكم في الوصول إلى الطريق السريع المؤدي إلى
العاصمة.
ومع
احتدام المعارك على مشارف طرابلس، كشف موفد الكرملين إلى ليبيا ميخائيل
مارغيلوف، في مقابلة نشرتها صحيفة «ايزفستيا»، ان نظام القذافي لديه خطة
«انتحارية» تقضي بتفجير العاصمة طرابلس في حال هاجمها الثوار.
وقال
مارغيلوف إن «رئيس الوزراء الليبي قال لي في طرابلس انه إذا استولى الثوار
على المدينة فسوف نغطيها بالصواريخ ونفجرها»، مضيفاً «اعتقد أن نظام
القذافي لديه فعلا خطة انتحارية من هذا القبيل».
بدوره،
حذر القائد الكندي لمهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا الجنرال تشارلز
بوتشارد من أن القذافي أمر جنوده بتفجير مصاف نفطية ومنشآت أخرى إذا اضطروا
للتراجع. وقال بوتشارد إنه لا يمكنه تأكيد أي خطط لدى القذافي لتدمير
العاصمة طرابلس إذا سيطر عليها المعارضون وفقا لما قاله المبعوث الروسي،
«لكن يمكنني القول إن نظام القذافي أعطى توجيهاته لقواته بتدمير منشآت
معينة وهي في طريق تراجعها مثل مصاف نفطية وغيرها».
ودعا
القذافي، مساء أمس، أنصاره الى الزحف على بنغازي وتحرير المدينة التي تشكل
معقلا للثوار في شرقي البلاد. وقال القذافي في رسالة صوتية بثت عبر مكبرات
الصوت في حشد من انصاره في العجيلات شرقي طرابلس «دقت ساعة المعركة،
استعدوا للزحف على بنغازي ومصراتة والجبل الغربي لتحريرها من تحت هيمنة
الخونة والجواسيس»،
وقال
إن الشعب الليبي «هو الأقوى لأنه يدافع عن كرامته وشرفه وأرضه»، وإن
«الصليبيين» أي قوات «الأطلسي» هي التي ستُهزم، لأن حربهم ظالمة. وأضاف
«نحن هنا وسنبقى على هذه الأرض، وسأبقى إلى جانب شعبي حتى آخر قطرة من
دمي». وتابع «المجد لنا والخلود للشهداء سنبقى في ليبيا رغماً عنهم». واتهم
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه «مجرم حرب شوّه تاريخ فرنسا وحطّم
علاقاتها مع ليبيا والعالم الإسلامي»، داعياً «الشعب الفرنسي الى أن يطرد
هذا المجرم». وأضاف أن ساركوزي «يعاني من خلل عقلي»...السفير