شهد ميدان سعد زغلول فى الإسكندرية
انقسامات حادة بين المعتصمين حول آليات التصعيد، تضمنت اشتباكات بالأيدى
وتبادل اتهامات بالخيانة والمزايدة.
وأعلن المتظاهرون عن اتخاذ خطوات تصعيدية تجاه الحكومة، بدأت،
الثلاثاء، بمسيرة من ميدان سعد زغلول، شارك بها نحو 700 متظاهر وناشط
سياسى، طالبوا بإقالة حكومة الدكتور عصام شرف.
وفور انتهاء المسيرة التى شارك فيها متظاهرو مسجد القائد إبراهيم
وميدان سعد زغلول، انضم الفريقان للمشاركة فى اعتصام واحد داخل ميدان سعد
زغلول، للتفاوض حول آليات التصعيد، التى ظهرت انقسامات حادة بشأنها، مما
أدى إلى انسحاب القوى السياسية وممثلى الأحزاب، واحتد النقاش بين الشباب
الذين يصفون أنفسهم بـ«المستقلين»، وتطور الأمر إلى اشتباكات بالأيدى
والألفاظ.
وتصاعدت حدة الخلافات بين المعتصمين، وظهرت 8 منصات بالميدان، كل منها
تنادى بمجموعة من المطالب وتحدد آليات محددة لتصعيد الاعتصام، فدعت المنصة
الأولى إلى الاعتصام أمام مبنى البورصة كوسيلة ضغط، وهو ما رفضته المنصة
الثانية التى طالبت بأن يكون الاعتصام أمام ميناء الإسكندرية، فيما رأت
منصة ثالثة أن يكون التصعيد بمحاصرة مبنى المحكمة الابتدائية ومنع القضاة
من الدخول، ورأت فرقة رابعة قطع طريق الكورنيش ومنع المارة من السير به، فى
حين ذهبت خامسة إلى إعلان عصيان مدنى جزئى ينتهى بعصيان مدنى كامل فى
المحافظة، ودعا الفريق السادس إلى الإضراب عن الطعام، بينما ذهب فريق سابع
إلى فكرة التظاهر والاعتصام أمام مقر المنطقة الشمالية العسكرية، وكانت
المنصة الثامنة تبحث فكرة مواصلة الاعتصام فى الميدان مع وجود مسيرات حاشدة
فى الميادين وأمام المناطق الحيوية ومنها القناة الخامسة، وإذاعة
الإسكندرية.
ومع تمسك كل مجموعة برأيها، انقسم الميدان إلى مجموعات صغيرة، يبحث كل
منها على حدة مواصلة الاعتصام بنفسه وبطريقته، فيما تبادل الجميع اتهامات
بـ«الخيانة» و«المزايدة». وصدرت بيانات عن عدة مجموعات حول مطالب
المعتصمين، زادت من حدة الانقسامات بينهم.
وارتفعت حالات الإضراب عن الطعام إلى 12 حالة، واتفق الائتلاف المدنى
الديمقراطى وائتلاف شباب الثورة مع وزارة الصحة على تخصيص سيارة إسعاف
مجهزة لخدمة الاعتصام وتقديم الخدمات الطبية العاجلة للمتظاهرين.
وبدأ ائتلاف سيدات الثورة فى المشاركة فى الاعتصام الذى دخل يومه
الخامس، وقالت أحلام الخولى، منسق الائتلاف، هناك «بطء شديد من جانب حكومة
الدكتور عصام شرف فى تنفيذ مطالب الثوار لأن «الحكومة تتكلم بلغة ولا تفهم
لغة الميدان».
وواصل المعتصمون أمام مسجد القائد إبراهيم قطع طريق الكورنيش، ومنعوا
السيارات من المرور، لكن مشاورات مع القائمين على اعتصام سعد زغلول أدت إلى
إنهاء قطع الطريق وانتظام السير به. وفاجأ المستشار محمود الخضيرى، نائب
رئيس محكمة النقض، الحضور بزيارة لميدان سعد زغلول، أعلن خلالها انضمامه
للمتظاهرين وتضامنه الكامل مع جميع حقوقهم، بالإضافة إلى «حقهم المشروع فى
تنظيم الاعتصام كإحدى آليات التعبير عن الرأى بشكل حضارى»، وألقى خطبة من
خلال إذاعة الميدان، حذر فيها من التفرق، داعيا إلى التمسك بأهداف وآليات
محددة للتصعيد.
وأعلن موظفو حى غرب عن دخولهم عصياناً مدنياً، ، لحين تحقيق مطالبهم
التى حددوها فى إقالة محسن النعمانى، وزير التنمية المحلية، والدكتور عصام
سالم، محافظ الإسكندرية.
من ناحية أخرى، سادت شائعة عن زيارة عماد أبوغازى، وزير الثقافة، ميدان
سعد زغلول، بصحبة الفنانين هانى الوزيرى وفردوس عبدالحميد وجيهان فاضل،
مما أثار غضب المتظاهرين الذين وقفوا أمام مدخل الميدان مرددين هتافات
معادية ترفض دخول الوزير.
ودخل عدد من الشباب إلى الميدان، قالوا إنهم من ائتلاف شباب الثورة،
وإنهم نسقوا مع الوزير لاستضافته فى الميدان، إلا أن أحمد نصار، ممثل
ائتلاف شباب الثورة فى الميدان، أكد أن الائتلاف لم يخطط لاستضافة أى مسؤول
رسمى فى الميدان.
وأعلنت اللجان الشعبية فى الميدان أنها اتصلت بوزير الثقافة للتأكد من
حضوره، إلا أن الوزير نفى تواجده فى الميدان أو التخطيط لزيارته - حسبما
أعلنت إذاعة الميدان.