تناولت الصحافة العربية، الأربعاء، مجريات الأمور في مصر،
خاصة بعد بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة وما تبعه من مسيرات حاشدة
وتظاهرات في الميادين المصرية.
وقالت «الرأي» الكويتية إن مصر «عاشت ساعات صعبة» ما بين
القاهرة ومدن عدة أخرى، كما شهدت لليوم الرابع على التوالي اعتصامات
واحتجاجات من قبل عدد من القوى السياسية والناشطة، وسط رفع حالة الاستعداد
الأمني، خصوصا في الشوارع المحيطة بمجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى،
ومبنى التليفزيون والداخلية والخارجية.
أما «الجريدة» الكويتية، فرأت أن «المجلس الأعلى للقوات
المسلحة في مصر رفض التخلي عن السلطة قبل إجراء الانتخابات البرلمانية
والرئاسية، لكنه قدم ترضية للقوى السياسية، التي تجهر الآن بمعارضته،
بإعلانه أنه سيتبنى وضع مبادئ حاكمة للدستور وضوابط لاختيار أعضاء الجمعية
التأسيسية.
وقالت إن المجلس العسكري تمسك باستمرار عصام شرف رئيسا
للحكومة، رداً على دعوة المعتصمين في ميدان التحرير «لإقالته وتعيين محمد
البرادعي بدلا منه».
بيان «الفنجري» للمحبطينصحيفة «العرب» القطرية استطلعت رأي الخبراء السياسيين لتقييم
البيان العسكري، وأشارت إلى انقسام الآراء حوله، فيما صرحت مصادر عسكرية
بأنه أتى «لإنهاء حالة الفوضى في الشارع المصري»، وانتقد البعض لهجة البيان
الذي ألقاه اللواء محسن الفنجري، مساعد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلى
للقوات المسلحة، لكنهم اعتبروها مناسبة «للعسكريين وليس للمدنيين المحبطين
من تأخير العدالة».
وحول تفجير خط الغاز المصري المؤدي لإسرائيل للمرة الرابعة،
اعتبرت «الجريدة» الكويتية أنها «رسالة وجهها مجهولون للحكومة المصرية لوقف
تصدير الغاز إلى إسرائيل».
وقالت مصادر أمنية للصحيفة إن المهاجمين استخدموا كمية كبيرة
من المتفجرات الموصولة بأسلاك تفجير، وأنه أسفر عن اشتعال النيران في
الأنبوب لنحو 5 ساعات متواصلة، وارتفعت ألسنة من اللهب إلى السماء وتم
رصدها من مسافات بعيدة جدا.
صحيفة «الحياة» اللندنية اعتبرت أن بيانات المجلس العسكري
«تلوح بالعصا للمتظاهرين بعد أن رفضوا جزرة الحكومة» التي لم تستطع تهدئة
الناس.
واعتبرت أن بيان اللواء الفنجري كان لافتا، لأنه لم يتحدث فيه
أو يشير إلى محاكمات رموز النظام السابق، أو تغييرات حكومية، «بل ألقى
الكرة في ملعب الشارع عندما لوَّح بأن المتظاهرين في ميدان التحرير لا
يعبرون عن آراء الشعب أو إرادته»، مشيرة إلى أن المجلس بدا وكأنه لن يقدم
أي تنازلات، على العكس من الحكومة.
وفي «الحياة» أيضا، رأى خليل العناني أن ما يحدث في مصر منذ
ثورة 25 يناير وحتى الآن هو «صراع المدنيين والعسكر، بين الشرعية المدنية
والشرعية التاريخية، بين الإدارة والحكم، وهي ذاتها العلاقة بين حكومة شرف
والمجلس العسكري التي قامت على قاعدة: أنت تدير وأنا أحكم».
واعتبر أن عصام شرف، رئيس الوزراء، لم يفهم هذه العلاقة وهذا
الصراع جيدا «فوقع في مأزق التوفيق بين طرفين متصارعين (المدنيين والعسكر)،
بل بات هو ذاته دليلا على انكسار كفة المدنيين في مواجهة العسكر».
أما صحيفة «الشرق الأوسط» فنقلت ما قاله الدكتور عمرو حمزاوي،
أحد وكلاء مؤسسي حزب «مصر الحرية»، إن بيان المجلس العسكري تضمن استجابة
لمطلب رئيسي من مطالب الثوار التي نادوا بها خلال يوم الجمعة الماضي، (جمعة
الثورة أولا)، وهو المبادئ الحاكمة للدستور وأعضاء الجمعية التأسيسية التي
ستضع الدستور الجديد.
التنظيم السريكل عناوين الصحف السعودية تقريبا تناولت قضية الكشف عن تنظيم
سري في مدينة جدة بالسعودية، وقالت صحيفة «الرياض» إن التنظيم «الأخطر في
المملكة كان يسعى لإشاعة الفوضى والوصول إلى السلطة بالاستعانة بأطراف
خارجية مستغلين الحوادث الإرهابية التي شهدتها المملكة مؤخرًا، إضافة إلى
التعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية والتدخل المباشر في شؤون دول أجنبية
وتمويل الإرهاب والسعي لإقامة اتحاد للفصائل المقاتلة في العراق إلى جانب
تشكيكهم في استقلالية القضاء وتأسيس تنظيم داخل البلاد وخارجها تحت مسمى
(مشروع الجيل) لجمع التبرعات تحت غطاء العمل الخيري والقيام بأنشطة محظورة
تشمل تهريب الأموال وإيصالها إلى جهة مشبوهة».
أما صحيفة «المدينة» السعودية، فأشارت إلى كون المتهمين من
«الأكاديميين» ونقلت بعض تفاصيل التحقيقات معهم، دون ذكر أي من أسماء
المتهمين الذين بلغ عددهم 16، وبالمثل فعلت صحيفة «الوطن أون لاين»
السعودية، فضلا عن ذكر أن المتهمين قبض عليهم في 2007، والتحقيق جارٍ معهم
منذ رمضان الماضي.
صالح والتنحيعلى الصعيد اليمني، توقعت مصادر لصحيفة «عكاظ» السعودية أن
يعلن الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، عن «مفاجأة سياسية كبيرة»، الأحد
المقبل، «بالتنحي عن السلطة»، بمناسبة ذكرى توليه الرئاسة في 17 يوليو منذ
33 عامًا.
وأفادت المصادر بأن القرار المتوقع من الرئيس اليمني «يعود
إلى الضغوطات الأمريكية التي تمارس عليه لنقل السلطة»، وكان آخرها ما أبلغه
به مستشار أوباما لشؤون الإرهاب خلال لقائه به في الرياض على ضرورة سرعة
نقل السلطة وإنهاء الأزمة، لاسيما مع استمرار الثورة والاعتصامات الشبابية
التي انطلقت منذ مطلع فبراير الماضي للمطالبة بتنحيه عن السلطة.