للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، استفاد المنتخب الجزائري لكرة القدم من اللوائح «المطاطية» التي يطبقها الاتحاد الأفريقي «الكاف» في البطولات الأفريقية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم-الفيفا-.
فبعد الجدل الذي أحيط في نوفمبر الماضي حول كيفية تأهل المنتخب الوطني أو المنتخب الجزائري إلي كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا الصيف المقبل، قبل المواجهة الحاسمة بينهما يوم 14 نوفمبر الماضي في الجولة الأخيرة من التصفيات، ووقتها تأكد الجميع من أن اللوائح لا تهتم في التصفيات بالنتيجة المباشرة بين المنتخبين عند التساوي في النقاط، بل تهتم بفارق الأهداف في المقام الأول، جاءت المرة الثانية التي يستفيد فيها الجزائريون من تلك اللوائح المطاطية خلال بطولة الأمم الأفريقية التي تستضيفها أنجولا حاليا، حيث أصبحت اللوائح تهتم بالمواجهات المباشرة قبل فارق الأهداف.
فقبل الخوض في المسرحية الهزيلة بين أنجولا والجزائر مؤخرًا، لابد من الإشارة إلي ماحدث في بطولة أمم أفريقيا التي استضافتها غانا ونيجيريا عام 2000، فقد ضمت المجموعة الأولي كلا من الكاميرون وغانا وتوجو وكوت ديفوار، وشاء القدر أن تتساوي جميع الفرق برصيد 4 نقاط، ووقتها كانت اللوائح تنص علي النظر لفارق الأهداف قبل المواجهات المباشرة، فصعدت الكاميرون وغانا للدور الثاني، رغم أن توجو فازت علي الكاميرون في الجولة الأخيرة، كما فازت كوت دي ديفوار علي غانا في الجولة ذاتها!!.
وفي البطولة الحالية تأهل المنتخب الجزائري -المحظوظ- لدور الثمانية-دون استحقاق- بفضل مساعدة البرتغالي جوزيه المدير الفني لأنجولا الذي تواطأ مع الجزائريين بعد انتهاء المباراة المملة التي أقيمت بينهما الاثنين الماضي بالتعادل السلبي.
وربما يكون ذلك التواطؤ قد حدث بشكل مقصود من جانب جوزيه الذي لا يهمه في المقام الأول والأخير سوي مصلحته، حيث هناك 3 أسباب دفعت جوزيه للرضا بتلك النتيجة مع الجزائر، من بينها إصابة بعض نجومه مثل المهاجم أمادو فلافيو ورغبة المدير الفني في إراحة لاعبيه لمعركة دور الثمانية في البطولة الأفريقية، وساعده علي ذلك التقدم المبكر لمنتخب مالي في مباراته أمام مالاوي بهدفين في أولي خمس دقائق لأن فوز الجزائر كان سيخرج أنجولا.
وبمجرد وصول الخبر للجهازين الفنيين للجزائر وأنجولا ظهرت علامات الرضا عليهم بنتيجة التعادل السلبي بينهما، فالمنتخب الأنجولي سيتصدر المجموعة برصيد 5 نقاط ويليه المنتخب الجزائري برصيد 4 نقاط.
وجاء الشوط الثاني للمباراة بين الفريقين-أنجولا والجزائر-أكثر مللا من الشوط الأول، حيث لم يشن المنتخبان أي هجمة خطيرة علي المرميين، ناهيك عن أن الدقائق العشر الأخيرة من المباراة لم ترق لمستوي «التقسيمة» التي تقام أثناء التدريبات، حيث تسابق لاعبو الفريقين للسقوط داخل المستطيل الأخضر لادعاء الإصابة ومن ثم إهدار الوقت، بعدما أحرزت مالي الهدف الثالث في شباك مالاوي، لكن جاءت الرياح بما لا يشتهي الفريق المالي الذي حصد 4 نقاط وأحرز سبعة أهداف وسكنت شباكه ست أهداف، لكن المنتخب الجزائري الذي حصد الرصيد ذاته من النقاط تأهل بفضل إحرازه هدفًا وحيدًا في الدور الأول كان في شباك مالي، بينما تلقت شباك الجزائر ثلاثة أهداف في مباراة مالاوي.
فكيف يتأهل منتخب أحرز هدفاً واحداً للدور الثاني علي حساب منتخب آخر أحرز سبعة أهداف؟!
الإجابة أصبحت بسيطة للغاية، وهي عندما يكون هذا المنتخب يلعب في مسابقة ينظمها الكاف؟!!.