إلغاء الهبوط أو الإبقاء عليه هذا الموسم فى الدورى الممتاز.. تحول إلى قضية كاشفة لكثير من عيوبنا وتناقضاتنا وكل أوضاع حياتنا المرتبكة سواء داخل ملاعب الكرة أو خارجها.. فلم يكن يليق أن يخرج علينا سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، معلناً أن قرار إلغاء الهبوط هذا الموسم أو الابقاء عليه ليس قراره هو وإنما يحتاج سلطة أعلى من اتحاد الكرة.. فإن لم يكن هذا القرار من اختصاص اتحاد الكرة، فلماذا يكون هناك أصلا اتحاد للكرة..
والأولى الاستعانة ببعض الموظفين الإداريين ومعهم عدد من التليفونات الأرضية والمحمولة وجهاز كمبيوتر للاتصال طوال الوقت بالمجلس العسكرى أو الحكومة أو وزارة الداخلية أو ماسبيرو والفضائيات ورؤساء الأندية، انتظاراً للتعليمات والقرارات.. والذى أفهمه أن هناك اتحاداً يجب أن يقوم بكل مهامه وواجباته.. وأن يتخذ أى قرار بشجاعة ويحارب دفاعا عن هذا القرار.. فإن قررت الدولة معارضة هذا القرار لأى سبب يتقدم الاتحاد باستقالته.. وبالتالى يجب أن يخرج علينا سمير زاهر ورجاله الآن ويعلنون بمنتهى الحسم والوضوح قرارهم النهائى بشأن الهبوط.. ويصبحون على استعداد للتقدم باستقالاتهم، تمسكا بقرارهم أيا كان..
وسواء جاء الرفض من سلطات أعلى أو من الجمعية العمومية.. فهذه هى أبسط قواعد إدارة تحترم نفسها ويحترمها الناس.. ثم إنه ليس من الضرورى التشكيك فى ذمة أو شرف أو ضمير كل من يكتب أو يتكلم معلنا رأيه الخاص بشأن الهبوط.. فأنا واحد من الناس أرفض تماما وتحت أى ظرف إلغاء الهبوط.. وليست لى أى مصلحة شخصية وراء مناداتى بعدم إلغاء الهبوط.. وهناك كثيرون آخرون يرون أن إلغاء الهبوط سيدمر الكرة المصرية، وسيؤدى إلى تكريس الظلم، وتغييب العدالة، وإرهاق الأندية بمزيد من المباريات دون داع.. وهم أيضا لا تدفعهم أى مكاسب أو مصالح شخصية..
وبهذا المنطق أتصور أن هناك من ينادى بإلغاء الهبوط، وأيضاً ليست له أى مصالح شخصية.. لكن تبقى المشكلة فى هؤلاء الذين يتخيلون أننا فى سوق لا تعرف إلا البيع والشراء وليس مجتمعا تحكمه قوانين ونظم ولوائح وأفكار.. تبقى المشكلة فى هؤلاء المزعجين الذين يؤيدون إلغاء الهبوط، ثم يتفرغون طويلا بعد ذلك للسخرية ممن ينادون بعدم إلغاء الهبوط ويشككون فى ضمائرهم ونزاهتهم، لأن هذه هى طريقة هؤلاء ومنهجهم فى الحياة والعمل والإعلام.. المواقف تتحدد حسب فواتير السداد، والآراء والكلمات تتبدل حسب المصالح والهوى.. وأعان الله الصديق عفت السادات، رئيس نادى الاتحاد، على أمثال هؤلاء الذين يؤيدون الآن مطلبه، لكن ليس اقتناعا بحق الاتحاد فى البقاء أو غراما بالإسكندرية وجماهيرها كما يدعون وتنهمر من عيونهم دموع العشق والهوى.. وإنما يريدون الثمن من عفت السادات بشكل مباشر وصريح.. وبعيدا عن هؤلاء..
هناك من يرفضون الهبوط هذا الموسم فكراً واقتناعاً بذلك، مثل الدكتور عمارة، الذى أكد أنه كان موسما استثنائيا ويحتاج لقرارات استثنائية.. وأنا أخالف الدكتور عمارة تماماً، لكننى أحترمه جدا.. وإن كنت أعاتبه، لأنه فجأة ودون أى داع أو ضرورة زج بالأهلى، أثناء حديثه عن زاهر، فقال إن إنجازات زاهر الحقيقية هى فوز المنتخب بثلاث بطولات كأس أمم، وفوز الأهلى بسبع بطولات دورى متتالية.. فإنجاز الأهلى حققه الأهلى وحده بعيدا عن زاهر.. وزاهر لم يهد الأهلى أى بطولة.. وقد كان من المفارقات أن يعجز زاهر عن تسليم درع الدورى للأهلى فى الملعب قبل آخر مباراة للأهلى أمام المقاصة، لخلافات حادة ومفاجئة بين رعاة الأهلى ورعاة اتحاد الكرة..
وتبقى نقطة أخيرة تتعلق باجتماع ودى لأندية الكرة دعا إليه زاهر اليوم، وقررت الأندية المعارضة للاتحاد عدم حضوره.. ومن المؤكد أن زاهر يريد هذا الاجتماع، ليجعل الأندية تتخذ قرارا بإلغاء الهبوط.. لكننا لم نعرف حتى الآن قرار ورأى قادة المعارضة فى الجبلاية.. هل هم مع إلغاء الهبوط أم ضده؟..
ويجب عليهم هم أيضا أن يعلنوا ذلك فورا وبمنتهى الجرأة والشجاعة.