جاء
تقرير دياربكر والذي رفع الى أنقرة في اطار التحقيق في حادث الهجوم
الارهابي الذي شنّه مسلحون ارهابيون على مجموعة من الجنود المدربين أثناء
استراحتهم للغداء وضح النهار في احدى الغابات ما أسفر عن نشوب حريق أدّى
إلى وفاة 13 جندياً واصابة آخرين بجروح بليغة حسب الرواية الرسمية للجيش
التركي، ليعلن عن نتيجة عنوانها "الاهمال" في صفوف الجيش.
ويحاول
التقرير الكشف عن جملة من الملابسات أوردتها العديد من وسائل الاعلام على
الساحة التركية وهاجمت فيها الجيش لعدم منطقية الرواية الرسمية المنبثقة
عنه بشأن الحادث، فيما يعتبر البعض أن هناك خيانة كبيرة حصلت ويجري التحقق
منها.
و
أوردت صحيفة طرف التركية العديد من التساؤلات التي أثارت جدلاً واسعاً حول
حقيقة الحادث، لتأتي نتيجة تقرير دياربكر كاشفة عن جزء كبير من الملابسات،
تزيد في حزن الشارع التركي وغضبه على الجيش تحت ظل كلمة مؤسفة مفادها
"الاهمال".
وبحث
التقرير في حادث الحريق على أنه يستحيل منطقياً أن يتم على أرض الواقع كما
ورد في الرواية الرسمة للجيش. وأثبت التقرير جملة من الأخطاء في المعلومات
العسكرية التي وردت أنقرة من مكان الحادث على رأسها عبارة "الارهابيون
فجروا عدداً من الطائرات الحربية التركية ونشب حريق في المكان" حيث بين
التقرير عدم صحة ذلك على الاطلاق. مثبتاً جزءاً كبيراً من الاهمال غير
المبرر في صفوف الجيش التركي. وتضمن التقرير أيضا نتائج البحوص الطبية
الجنائية على جثث جنود القتلى في ميدان الحادث.
وتضمن
التقرير حسب ما ورد في صحيفة "راديكال" التركية ارسال 18 فريقاً زحفت الى
المكان على مدار أربعة أيام متواصلة ودون توقف. ما أدى الى اصابتهم
بالاعياء الشديد وسك درجة حرارة تناهز الـ40 درجة في ذلك المكان. ووسط
الحاجة الشديدة للراحة فقد اتخذ قرار باستراحة الفيلق الأول من المجموعة
وتولي الفيلق الثاني الحماية والأمن. وفي صباح يوم الرابع عشر من تموز كان
في المكان (وهو تلة ضيقة) ما يقارب 100 من العساكر منهكين من شدة التعب
والحر. في تلك الأثناء كانت ثلاثة اتحادات من الطواقم الخاصة المدربة
بمستوى عالٍ في وضع انتظار وتأهب لاغلاق عدد من منافذ على الطرق الرئيسية
وكانت على مسافة قريبة جداً من موقع الحادث، إلّا أنها لم تتدخل بالرغم من
انطلاق الدخان الكثيف ونداءات الاغاثة من مكان الهجوم. لتأتي طائرات
سكورسكاي لإغاثة المجموعة في تمام الساعة 18:00 أي بعد 3 أو 4 ساعات من
اندلاع الحريق.
ويسبب
هذا التقرير انتقادات واسعة للجيش على الساحة السياسية التركية، واستياء
وخيبة أمل للمواطنين الأتراك على الساحة الشعبية التي تفتقد 13 من أبنائها
باسم "الاهمال"
