التقى
الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية والمرشح المحتمل
لرئاسة الجمهورية، بقيادات حزب الحرية والعدالة بمقر الحزب، الأحد، في غياب
لافت لرئيس الحزب الدكتور محمد مرسي.
وقال
البرادعي إنه يرى مشاركة فعالة للإخوان في الثورة وما بعدها وفى عملية
التطوير والتغيير الوطني، مؤكدا أنه كان دائما على اتصال دائم بهم قبل وبعد
الثورة، كما أن جماعة الإخوان المسلمين كان لها السبق في توقيعات المطالب
السبعة للتغيير نحو تحرير الشعب.
ولفت
البرادعي، عقب اللقاء المغلق الذي استمر ساعتين مع كل من الدكتور عصام
العريان، نائب رئيس الحزب، والدكتور محمد سعد الكتاتني، أمين عام الحزب،
لوضع خطة طريق لتوحد الشعب المصري، وتحقيق أهداف الثورة، إلى أنه تم
التوافق خلال اللقاء على معايير للقواعد الحاكمة لاختيار أعضاء الجمعية
التأسيسية لا تعبر عن تيارات سياسية معينة وإنما تعبر عن الشعب المصري كله
بمختلف أطيافه.
وأضاف
البرادعي: «سمعت من العريان والكتاتني أن هناك اتفاقا على مبادئ عامة للجنة
الخاصة بإعداد الدستور ستكون مشكلة من كل القوى الوطنية التى تمثل الشعب
وليس من الضرورة أن تمثل الأغلبية البرلمانية وذلك لطمأنة الشعب المصري من
عدم سيطرة تيار معين على عملية إعداد الدستور الجديد».
وتابع:
«أريد أن أؤكد أن الإخوان يريدون العمل مع الشعب المصري وأن الدستور
القادم سيعبر عن الشعب، وإذا كان هناك ما يفرقنا فإن الخلاف لا يفسد للود
قضية، مطالبا بعدم شخصنة الآراء»، مرحبا بالتحالف الديمقراطي الذي يضم
غالبية الأحزاب حاليا، وأكد أنه سيسعى كوسيط لضم عدد أكبر من الأحزاب
للتحالف للاتفاق على خطة طريق واحدة.
من
جانبه، قال الدكتور عصام العريان إن البرادعي كان له دور كبير في المشهد
السياسي لعملية التغيير قبل ثورة 25 يناير حتى أنهم التقوا معه ليلة 28
يناير، بمنزله، والتي اعتقل بعدها العريان مباشرة، مشيرا إلى أن ما دار في
الحوار هو التوافق من أجل التحول الديمقراطي في مصر والتجاوز عن أي خلافات
أيديولوجية وأي خلاف في البرامج الحزبية لإنجاز عملية التحول الديمقراطي في
فترة قصيرة.
وشدد العريان
على أن الجمعية التأسيسية ستكون معبرة عن كل أطياف الشعب المصري ليعبر عن
الدستور ويكون الشعب وحده صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في إعداد الدستور،
لافتا إلى أن القواعد الحاكمة لاختيار أعضاء الجمعية التأسيسية لن تعبر عن
تيارات سياسية معينة بل كل أطياف الشعب المصري من أدباء وعلماء دين.
وأشار
العريان إلى أن الاتهامات الموجهة للتيارات الدينية باستغلال الأحداث
للحصول على مكاسب خاصة، بأنها «غير صحيحة» وقال: «إذا كان أحد لديه بينة
فليأتنا بها، بعيدا عن الاتهامات الخاطئة بالتخوين» مؤكدا أنهم لم يهاجموا
الاعتصام الحالي بميدان التحرير باعتباره أحد وسائل التعبير عن الرأي بشرط
أن يكون بطريقة سلمية.
ونفى
العريان أن يكون للإخوان حتى الآن مرشح للرئاسة، مؤكدا أن الجماعة تلقت
دعوة من عمرو موسى، الأمين السابق للجامعة العربية، لزيارة مقر الحزب وهو
ما يتم الترتيب له حاليا.
وحول
اتهامات حزب التجمع للإخوان بالالتفاف على مطالب الثورة قال العريان إن
«التجمع شريك في العملية السياسية وحضر كل اجتماعات التحالف الديمقراطي».